في الحقيقة أن في ذلك الوقت ( أي شهر محرم ) كان ابتداء تقدم الجيش الإمامي إلى بـلاد يام ( نجران ) ، وبعد ذلك تمكن من التوغل في بعض جهاته وأستعمل الشدة وهدم بيوت بلدة بدر ، ونبش قبور المكارمة . (3)
في عام 1352هـ هدأت الأمور بعد القضاء على فتنة الادارسة في مناطق عسير بتاريخ جمادي الأولى 1352هـ قدم تركي السديري أميرا على أبها بدلاً عن الأمير السابق عبد العزيز العسكر ، وكان قدومه في وقت كانت المخابرات فيه متداولة بين الحكومة السعودية وإمام اليمن ، وذلك لوقوع اعتداءات على الحدود وتقدم بعض العساكر اليمانية إلى أعلى وادي نجران . (4)
..... فتح الإمام يحيى جبهة جديدة للخلاف بينه وبين الملك عبد العزيز ، وذلك حين أصدر الأوامر إلى ولي عهده الأمير أحمد بمهاجمة نجران بحجة أن أهل نجران اعتدوا على بعض القبائل اليمنية القريبة منهم . (5)
_____________________________
3- المخلاف السليماني ج2 ص1113
4- السراج المنير في سيرة أمراء عسير ص143
5- عسير في عهد عبد العزيز ص180
ثم أعد سيف الإسلام ولي العهد الجيوش الجرارة وأمر بالزحف على وادي نجران وفي المحرم سنة 1352هـ تقدم الجيش المتوكلي على نجران ودخلها عنوة وفرت قبائل يام منها لا تلوي على شيء واستولى الجيش اليمني على جبل رعوم المشرف على رأس نجران وزور وادعة والموفجة وغيرها ، وغنم الجيش كثير من أموال المكارمة وتقدم سيف الإسلام الحسن إلى كتاف وتابع المدد إلى بلاد يام وأخذ الجيش الإمامي الحضن وخشيوة وفيها قلعة داعي المكارمة وهي قلعة عظيمة استولت على دور وبساتين وفيها أنواع الثمار ويحيط بها سور عظيم يضم عدد من الأبراج والمحارس القوية المنظمة ، وفي يوم العاشر من شهر صفر أنتقل سيف الإسلام ولي العهد من الحرف إلى مدينة صعده في طائفة من الجيش النظامي وذلك لكي يكون قريباً من ميدان القتال . (1)
تعليقاً على ما سبق :
لم يذكر أي من المصادر السابقة شيْ عن صمود أهل نجران أمام الجيش الإمامي ـ المعلوم انه ( أي الجيش الامامي ) بقى محصوراً في منطقة لاتزيد مساحتها .. عن خمسة كيلومترات مربعة لاْكثر من عشرين يوماً ولم يستطع الخروج من تلك المنطقة ولم يحتل جبل رعوم ولا الحضن إلا بعد أن نفذ ما لدى أهل نجران من العتاد الحربي القليل وعدم حصولهم على المساعدة من أي طرف ومع ذلك اضطر الجيش الأمامي إلى فتح جبهة من الجنوب ومن الشرق ـ فلم يشعر أهل نجران الموجودون في قلعة رعوم وفي الحضن إلا بالحرائق من ورائهم فقد اشعلوا في البيوت وفي النخيل في اسفل الوادي ووسطه وشردوا النساء والأطفال فاصبح أهل نجران المدافعون في موقف حرج واضطروا للنزول من جبل رعوم وترك الحضن ولحقوا بأهاليهم خارجين من نجران تاركينه للمحتل .
وقد روى لنا من عايش الاحداث :
علم أهل نجران بزحف الجيش اليماني إليهم فجمعوا جيشين من أهل نجران( مـكون مـن يـام وأولاد عبد الله ) - وغيرهم وتمركزوا في موضعين موضع يسمى مخيم ابن ثامر على طريق تسلك من الفرع إلى نجران وقد يمر منها الجيش اليماني وموضع يسمى مخيم الحضن قرب رعوم وعلى مفترق طرق قد يسلك بها الجيش اليماني فلما استقروا بالمخيمات ووصل الجيش اليماني إلى الفرع (2) داهموا الجيش اليماني واستنصروا بأهل نجران فنفر منهم طليعة واستولوا على جبل زبيد (3) ثم إن الجيش اليماني هجم عليهم وحاصرهم من جميع الجهات وبلغ بعضهم العابرة (موضع بين نجران والفرع ) فصاح في الناس على بن الخلاء : فهجموا الجميع على جبل زبيد ووصل حسن بن زيد وجابر بن حسين بن نصيب وآل ياسين وأبن بشر وغيرهم حيث كانوا في مخيم الحضن قرب جبل رعوم هم وأهل غرب الوادي فتلاحق الجميع في جبل زبيد واجبروا الجيش اليماني على النزول من الجبل حتى اوصلوهم وادي الفرع وقد قتل من أهل نجران محمد بن هادي آل جطلان و جرح حسن بن عامر بن ويوا وهما من آل أبا الحارث وقتل من
_____________________
1-المقتطف من تاريخ اليمن ص314.
2-هو بين نجران وبين اليمن وأهل الفرع تربطهم باهل نجران علاقات قبيلة ومذهبيه وصلات وثيقة.
3ـجبل من جبال الفرع .
الجيش اليماني خلق كثير ورجع أهل نجران إلى المخيمات ، ثم دخل الجيش اليماني إلى نجران من طريق مدر (1) في زور وادعة ولقيهم أهل نجران وصارت بينهم وقعة قتل فيها من أهل نجران هادي بن حسين بن عطوة وحسين بن حسن (بصيص) من آل قحيفة وترتب المدافعون في جبل رعوم وطالت الحرب بين الطرفين وفي أحد الأيام عند العصر هجم أهل نجران على الجيش اليماني في جبل أبو همدان وصارت معركة قتل فيها شليل بن محمد آل جثلة وأحد آل سدران وحسن بن وشته من آل هتيلة ثم هجموا ليلا والجيش اليماني في قرى غرب جبل رعوم وقتل في تلك المعركة ما نع بن حسن بن عبد الرحمن من آل جابر وابن مبخوت من آل شرية وعجيم ) محمد بن علي بن جوبان ) من آل دغرير و جرح علي بن عامر من آل سالم وقتل بن التام من آل خمسان وجرح رجل من أهل الحضن ثم بدأت المناوشات وقتل من أهل نجران محمد بن خريقان وعلي بن زهره بن عبد الرحمن من آل جابر ثم إن دحيان بن وبران وبن شغاث وحمد بن مانع بن كرحان(دوف) قتلوا صاحب مدفع الجيش اليماني وقتل من اهل نجران ابن قطيشان من آل ضويعن ثم هجموا أهل رعوم على الجيش اليماني وقتلوا أبو غانم وهو احد قادة جيش اليمن ثم نزل في ذلك اليوم مع عرق آل خريم (جبل يشرف على شعب رير ) فرقة من الجيش اليماني وأستحلوا الجربة واحرقوا درب في بئر آل زيد ودرب في بئر المطر وكان فيمن لقيهم أحسن بن سلطان بن منيف وكديسي بن سلطان بن منيف وعبد الكريم بن ناصر وعبد الله بن زمال ومحمد بن الدعجاء وأناس من أهل مخيم بن ثامر ثم استحلوا درب آل قبعان من آل حوكاش وقتل علي بن سديري آل سميطان وجرح علي بن زابن من المحامض وجرح علي بن خيري من وائله وقتل محمد بن هيله من آل صعب وفي هذا الحال اضطر أهل جبل رعوم من أهل نجران إلى النزول منه فاستحله العدو ثم صار هجوم الجيش اليماني على خشيوة(2) وفيها بني سلمان واستحلوا وطن بني سلمان وهجموا على دحضة واستحلوها وقتلوا حسين بن شطرين من الصقور ومانع بن صميع من آل منجم ثم خيموا أهل نجران في رجلا وصاغر وباقي الأوطان استحلها الجيش اليماني وضربوا بالمدفع من وطن الربعة فوقع في درب آل عامر (سمهر) فخرق البيت ثم استحل الجيش اليماني نجران كله وظهر أهل نجران في جدي والرغام (وهما موضعين يبعدان عن نجران بضعة كيلو مترات إلى جهة الشمال ) .
ومن هنا يتبين لناان السبب الحقيقي في تقهقر أهل نجران ما يلي :
1ـ نفاذ العتاد الحربي القليل لديهم .
2ـ مواجهة جيش نظامي تقف خلفه دوله لها اهداف سياسية .
3ـ عدم اعتماد اهل نجران على دوله مجاوره تناصرهم .
وقد ورد في مذكرات الامير تركي بن ماضي نص برقية تؤكد هذا القول ( يقول النص : الحقيقة اننا الجناة على انفسنا اهملنا اهل نجران ثم ثبطناهم عن العمل ومنعنا المساعدة لهم (3).
ــــــــــ
1ـ طريق جبلي في أعلى نجران .
2ـالمركز الديني في نجران .
3ـ مذكرات تركي الماضي عن العلاقات السعودية اليمنية ص 210.
في عام 1352هـ هدأت الأمور بعد القضاء على فتنة الادارسة في مناطق عسير بتاريخ جمادي الأولى 1352هـ قدم تركي السديري أميرا على أبها بدلاً عن الأمير السابق عبد العزيز العسكر ، وكان قدومه في وقت كانت المخابرات فيه متداولة بين الحكومة السعودية وإمام اليمن ، وذلك لوقوع اعتداءات على الحدود وتقدم بعض العساكر اليمانية إلى أعلى وادي نجران . (4)
..... فتح الإمام يحيى جبهة جديدة للخلاف بينه وبين الملك عبد العزيز ، وذلك حين أصدر الأوامر إلى ولي عهده الأمير أحمد بمهاجمة نجران بحجة أن أهل نجران اعتدوا على بعض القبائل اليمنية القريبة منهم . (5)
_____________________________
3- المخلاف السليماني ج2 ص1113
4- السراج المنير في سيرة أمراء عسير ص143
5- عسير في عهد عبد العزيز ص180
ثم أعد سيف الإسلام ولي العهد الجيوش الجرارة وأمر بالزحف على وادي نجران وفي المحرم سنة 1352هـ تقدم الجيش المتوكلي على نجران ودخلها عنوة وفرت قبائل يام منها لا تلوي على شيء واستولى الجيش اليمني على جبل رعوم المشرف على رأس نجران وزور وادعة والموفجة وغيرها ، وغنم الجيش كثير من أموال المكارمة وتقدم سيف الإسلام الحسن إلى كتاف وتابع المدد إلى بلاد يام وأخذ الجيش الإمامي الحضن وخشيوة وفيها قلعة داعي المكارمة وهي قلعة عظيمة استولت على دور وبساتين وفيها أنواع الثمار ويحيط بها سور عظيم يضم عدد من الأبراج والمحارس القوية المنظمة ، وفي يوم العاشر من شهر صفر أنتقل سيف الإسلام ولي العهد من الحرف إلى مدينة صعده في طائفة من الجيش النظامي وذلك لكي يكون قريباً من ميدان القتال . (1)
تعليقاً على ما سبق :
لم يذكر أي من المصادر السابقة شيْ عن صمود أهل نجران أمام الجيش الإمامي ـ المعلوم انه ( أي الجيش الامامي ) بقى محصوراً في منطقة لاتزيد مساحتها .. عن خمسة كيلومترات مربعة لاْكثر من عشرين يوماً ولم يستطع الخروج من تلك المنطقة ولم يحتل جبل رعوم ولا الحضن إلا بعد أن نفذ ما لدى أهل نجران من العتاد الحربي القليل وعدم حصولهم على المساعدة من أي طرف ومع ذلك اضطر الجيش الأمامي إلى فتح جبهة من الجنوب ومن الشرق ـ فلم يشعر أهل نجران الموجودون في قلعة رعوم وفي الحضن إلا بالحرائق من ورائهم فقد اشعلوا في البيوت وفي النخيل في اسفل الوادي ووسطه وشردوا النساء والأطفال فاصبح أهل نجران المدافعون في موقف حرج واضطروا للنزول من جبل رعوم وترك الحضن ولحقوا بأهاليهم خارجين من نجران تاركينه للمحتل .
وقد روى لنا من عايش الاحداث :
علم أهل نجران بزحف الجيش اليماني إليهم فجمعوا جيشين من أهل نجران( مـكون مـن يـام وأولاد عبد الله ) - وغيرهم وتمركزوا في موضعين موضع يسمى مخيم ابن ثامر على طريق تسلك من الفرع إلى نجران وقد يمر منها الجيش اليماني وموضع يسمى مخيم الحضن قرب رعوم وعلى مفترق طرق قد يسلك بها الجيش اليماني فلما استقروا بالمخيمات ووصل الجيش اليماني إلى الفرع (2) داهموا الجيش اليماني واستنصروا بأهل نجران فنفر منهم طليعة واستولوا على جبل زبيد (3) ثم إن الجيش اليماني هجم عليهم وحاصرهم من جميع الجهات وبلغ بعضهم العابرة (موضع بين نجران والفرع ) فصاح في الناس على بن الخلاء : فهجموا الجميع على جبل زبيد ووصل حسن بن زيد وجابر بن حسين بن نصيب وآل ياسين وأبن بشر وغيرهم حيث كانوا في مخيم الحضن قرب جبل رعوم هم وأهل غرب الوادي فتلاحق الجميع في جبل زبيد واجبروا الجيش اليماني على النزول من الجبل حتى اوصلوهم وادي الفرع وقد قتل من أهل نجران محمد بن هادي آل جطلان و جرح حسن بن عامر بن ويوا وهما من آل أبا الحارث وقتل من
_____________________
1-المقتطف من تاريخ اليمن ص314.
2-هو بين نجران وبين اليمن وأهل الفرع تربطهم باهل نجران علاقات قبيلة ومذهبيه وصلات وثيقة.
3ـجبل من جبال الفرع .
الجيش اليماني خلق كثير ورجع أهل نجران إلى المخيمات ، ثم دخل الجيش اليماني إلى نجران من طريق مدر (1) في زور وادعة ولقيهم أهل نجران وصارت بينهم وقعة قتل فيها من أهل نجران هادي بن حسين بن عطوة وحسين بن حسن (بصيص) من آل قحيفة وترتب المدافعون في جبل رعوم وطالت الحرب بين الطرفين وفي أحد الأيام عند العصر هجم أهل نجران على الجيش اليماني في جبل أبو همدان وصارت معركة قتل فيها شليل بن محمد آل جثلة وأحد آل سدران وحسن بن وشته من آل هتيلة ثم هجموا ليلا والجيش اليماني في قرى غرب جبل رعوم وقتل في تلك المعركة ما نع بن حسن بن عبد الرحمن من آل جابر وابن مبخوت من آل شرية وعجيم ) محمد بن علي بن جوبان ) من آل دغرير و جرح علي بن عامر من آل سالم وقتل بن التام من آل خمسان وجرح رجل من أهل الحضن ثم بدأت المناوشات وقتل من أهل نجران محمد بن خريقان وعلي بن زهره بن عبد الرحمن من آل جابر ثم إن دحيان بن وبران وبن شغاث وحمد بن مانع بن كرحان(دوف) قتلوا صاحب مدفع الجيش اليماني وقتل من اهل نجران ابن قطيشان من آل ضويعن ثم هجموا أهل رعوم على الجيش اليماني وقتلوا أبو غانم وهو احد قادة جيش اليمن ثم نزل في ذلك اليوم مع عرق آل خريم (جبل يشرف على شعب رير ) فرقة من الجيش اليماني وأستحلوا الجربة واحرقوا درب في بئر آل زيد ودرب في بئر المطر وكان فيمن لقيهم أحسن بن سلطان بن منيف وكديسي بن سلطان بن منيف وعبد الكريم بن ناصر وعبد الله بن زمال ومحمد بن الدعجاء وأناس من أهل مخيم بن ثامر ثم استحلوا درب آل قبعان من آل حوكاش وقتل علي بن سديري آل سميطان وجرح علي بن زابن من المحامض وجرح علي بن خيري من وائله وقتل محمد بن هيله من آل صعب وفي هذا الحال اضطر أهل جبل رعوم من أهل نجران إلى النزول منه فاستحله العدو ثم صار هجوم الجيش اليماني على خشيوة(2) وفيها بني سلمان واستحلوا وطن بني سلمان وهجموا على دحضة واستحلوها وقتلوا حسين بن شطرين من الصقور ومانع بن صميع من آل منجم ثم خيموا أهل نجران في رجلا وصاغر وباقي الأوطان استحلها الجيش اليماني وضربوا بالمدفع من وطن الربعة فوقع في درب آل عامر (سمهر) فخرق البيت ثم استحل الجيش اليماني نجران كله وظهر أهل نجران في جدي والرغام (وهما موضعين يبعدان عن نجران بضعة كيلو مترات إلى جهة الشمال ) .
ومن هنا يتبين لناان السبب الحقيقي في تقهقر أهل نجران ما يلي :
1ـ نفاذ العتاد الحربي القليل لديهم .
2ـ مواجهة جيش نظامي تقف خلفه دوله لها اهداف سياسية .
3ـ عدم اعتماد اهل نجران على دوله مجاوره تناصرهم .
وقد ورد في مذكرات الامير تركي بن ماضي نص برقية تؤكد هذا القول ( يقول النص : الحقيقة اننا الجناة على انفسنا اهملنا اهل نجران ثم ثبطناهم عن العمل ومنعنا المساعدة لهم (3).
ــــــــــ
1ـ طريق جبلي في أعلى نجران .
2ـالمركز الديني في نجران .
3ـ مذكرات تركي الماضي عن العلاقات السعودية اليمنية ص 210.
